محنة تدريس الفلسفة في زمن النفس القصير
بعد تشخيص الأسباب التي أدت إلى عزوف المتعلمين عن مادة الفلسفة التي أضحت مادة تخيف التلميذ والمجتمع في نفس الآن، ليس فقط بسبب الشائعات المبتذلة التي تتداول داخل مجتمعاتنا، تلك التي تصورها كغول جشع يلتهم روح الإيمان فينا ليقذف بنا إلى براثن الكفر، لكن أيضا بسبب صعوبتها العالقة في أذهان هؤلاء الذين يرتكنون إلى سهولة العودة إلى كراس المعلم، على حد تعبير برغسون، وذلك لما يحققه هذا النمط من الوجود من سكينة في عمق دفين المرء العدو لكل ما يجهل، لذلك حملت الثانوية الخاصة (السوسن على عاتقها مهمة تنوير عقول التلاميذ وبعث فيهم النفس الطويل المجسّر لروح التفلسف والذي من خلاله نحاول، نحن كأساتذة مادة الفلسفة، تنمية قدرة المتعلم على التفكير النقدي والتحليل الذاتي للقضايا الكبرى التي يطرحها العصر، وكذا الاحتكاك بالنصوص الهلامية التي لا تصنع فقط القارئ المحترس وإنما تؤسس كذلك لروح المواطنة كما سطرها المنهاج
لقد بدأ هذا الهم الجميل والمتمثل في اعتمال العقل، يجتاح الفضاءات البيداغوجية، لأن التأسيس للنفس الطويل يستدعي الانخراط في الزمن من جهة، وبناء روح مرهفة مصقولة بذهنية مُرَيَّضَة من جهة ثانية بهدف توسيع دائرة الوعي والفهم العميق للذات المتعلمة التواقة للمعرفة
من اعداد السيد حرفوش عبد الرزاق
أستاذ مادة الفلسفة (الثانوية الخاصة السوسن)


